آلة البيانو: تاريخها، ومكوناتها، وأكثر

• اسم الآلة: البيانو.^[١]
• تصنيف الآلة: وترية.^[١]
• أصل/ منشأ الآلة: إيطاليا.^[٢]
• أول مرة استخدمت فيها الآلة: 1726 ميلادي.^[٣]
• عدد أنواع الآلة: 3 أنواع.
• مخترع الآلة: بارتولوميو كريستوفوري (Bartolomeo Cristofori).^[٢]

تعريف البيانو

البيانو هو آلة موسيقية صوتية، كانت تعرف في ما مضى باسم بيانوفورت، وهي كلمة إيطالية تعني الرقة واللين، وبناءً على دراسات علماء الموسيقى فإن تصنيف البيانو يقع ضمن آلات الموسيقى الوترية، حيث أن العازف يضغط على لوحة المفاتيح في أعلى الآلة، والتي بدورها تنقل الضغط إلى مطارق صغيرة داخل الآلة، حيث تضرب هذه المطارق على أوتار مشدودة مقابلة لها، وبذلك تنتج إيقاعات وأصوات مختلفة، ويختلف الصوت الناتج بقوة الضغط على لوحة المفاتيح، ويذكر أن هناك سلسلة من الاهتزازات الناتجة عن الضغط على لوحة المفاتيح، وترتبط هذه الاهتزازات بجسر صغير يرسل الصوت إلى موجِّه مقترن بمضخِّم، ويتم التحكم بإيقاف سلاسل الاهتزازات هذه عن طريق دواسة صغيرة موجودة أسفل آلة البيانو، ويذكر أن البيانو من أكثر الآلات الموسيقية مبيعاً وتعلماً حول العالم، حيث يصل إجمالي المبيعات في أميركا وحدها إلى سبعمئة وتسعة وعشرين مليون دولار في العام 2020.^[٢][١]

أصول آلة البيانو في التاريخ

ينسب الفضل في اختراع البيانو بصورته الحديثة إلى الموسيقي الإيطالي بارتولوميو كريستوفوري، والذي قام بتوظيفه أمير مدينة توسكاني في إيطاليا ليعمل كمطور للأدوات الموسيقية، وفيما كان كريستوفري يعمل على آلة الهاربسكورد، توصل إلى أن الإيقاع الذي تصدره هذه الآلة غير نقي، مما دفعه للقيام باستحداثات وتعديلات تتضمن تطوير الديناميكية التي تعمل بها المطارق الصغيرة، مما يخلق مزيداً من التنوع والانسجام في اللحن، وقد توصل بارتولوميو كريستوفوري إلى جمع العناصر الأساسية لآلة البيانو بحلول عام 1726، وكان بارتولوميو كريستوفوري قد أطلق على آلته الجديدة اسم "الهاربسكورد التي تستطيع أن تعزف على أصوات لينة صاخبة" والتي تم اختصارها فيما بعد إلى كلمة بيانو، وفي أواخر القرن الثامن عشر بدأ البيانو بالانتشار في جميع أنحاء أوروبا، واشتهر كل بلد بتصميم خاص، وعلى سبيل المثال كان البيانو المصنوع في إنجلترا ثقيل الوزن ويصدر إيقاعاً عالياً، بينما البيانو المصنوع في النمسا كان بحجم أصغر وصوت أقل حدة.^[٢][١]

نشأة البيانو وتطوره زمنياً

يعد البيانو تطوراً لسلسة آلات وترية قديمة، ويشترك البيانو مع هذه الآلات بآلية العمل، وتوافر المكونين الأساسيين وهما الأوتار ولوحة المفاتيح، وفيما يلي نستعرض التطور الزمني للبيانو:^[٣]

القرن الحادي عشر

يعتقد مؤرخو الموسيقى أن أول آلة موسيقية ضمت الأوتار ولوحة المفاتيح معاً هي آلة الدولسيمر، وهي آلة اشتهرت في أوروبا والشرق الأوسط في أواسط القرن الحادي عشر، وتتميز الدولسيمر بالصندوق الخشبي الخارجي الذي يضم أوتاراً خارجية فوقه، حيث تستخدم مطرقة صغيرة منفصلة لضرب الأوتار وإنتاج الإيقاعات المختلفة، ويعتقد أن الدولسيمر هي الأصل المباشر لآلة البيانو.^[٤]

القرن الرابع عشر

في أوائل القرن الرابع عشر تم اختراع آلة الكلافيشورد، والتي حازت على شعبية كبيرة بين أوساط الموسيقيين، وتتشابه هذه الآلة مع البيانو في أنها تضم مفاتيح تتشابك مع أوتار في نهايتها، وبالضغط على المفاتيح يصدر اهتزاز يولد إيقاعات مختلفة، إلا أن العيب في هذه الآلة هو اقتصار الإيقاع على مدىً موسيقي قصير، ومع ذلك، ظلت آلة الكلافيشورد تستخدم مدة أربعمئة إلى خمسمئة عام، ومع الحاجة إلى المزيد من الدقة في إصدار الإيقاع، تم تطوير آلة الهاربسكورد (harpsichord)، وهي من أكثر الآلات الموسيقية شبهاً بالبيانو من حيث الهيكل العام ونظام الأوتار ولوحة المفاتيح، كما تشبه أيضا آلة الكلافيشورد (clavichord)، إلا أنهما تختلفان في طريقة ربط الأوتار.^[٤]

القرن السابع عشر

ظلت المحاولات قائمة لإنتاج آلة موسيقية وترية تضم لوحة مفاتيح وأوتار، وترضي جميع الموسيقيين، حتى عام 1698، ففي هذا العام قام الموسيقي الإيطالي بارتولوميو كريستوفوري بالتعديل على آلة الهاربسكورد، وذلك بإضافة لفافة صغيرة تجعل المطارق تتحرك بحرية بعد الضغط على المفاتيح، إلا أن كريستوفوري لم يفصح عن اختراعه للعلن، حتى عام 1709، فقد قام صحفي إيطالي يدعى سكيبيون مافي بزيارة كريستوفوري، ونشر رسومات للتصميم الجديد الذي اخترعه، وقد لفتت الرسومات انتباه صانع الآلات الموسيقية جوتليب سيلبرمان، الذي قام بصنع نسخته الخاصة من البيانو الذي صممه كريستوفوري وكان ذلك في عام 1726، ومع حدوث الأزمات الاقتصادية والسياسة في أنحاء أوروبا، انتقل العديد من صانعي الآلات الموسيقية إلى إنجلترا، حيث تطور أسلوب صناعة البيانو بطريقة مميزة، ووصولاً إلى عام 1780، كان هناك مدرستان لصناعة البيانو، المدرسة الإنجليزية ومدرسة البندقية.

القرن التاسع عشر

بحلول عام 1825، حصل صانع البيانو الأمريكي ألفيوس بابكوك على براءة اختراع، وذلك لتطويره بيانو بإطار حديدي كامل، وبالتالي إزالة الشد الواقع على الأوتار بسبب الإطار الخشبي المعروف، ثم افتُتحت شركة خاصة للبيانو في بوسطن بواسطة جوناس تشيكرينغ، الذي قام بتطوير أعمال ألفيوس بابكوك، ومنذ ذلك الحين فصاعداً، تم تطوير الكثير من الابتكارات على البيانو في إنجلترا وأمريكا، وقد تراوحت الأحجام والأشكال ما بين صناديق خارجية مربعة إلى صناديق خارجية ذات أجنحة، ثم تطورت التحسينات وصولاً لشكل البيانو المعروف الآن وبمفاتيحه الثمانية والثمانين، وفي عام 1909، وصل البيانو بحجمه المنزلي للطبقة المتوسطة، بعد أن كان اقتناؤه مقتصراً على الطبقات العليا من المجتمع.

أنواع البيانو

هناك العديد من الأنواع التابعة للبيانو، وفيما يلي نذكر منها:^[٥][٦]

البيانو القائم (Upright Piano)

يعتبر البيانو القائم من الأشهر أنواع البيانو على الإطلاق، فهو مناسب لاستخدام المنازل والمدارس والكنائس، حيث يمكن أن يتناسب مع أي زاوية أو حائط، وتتراوح أحجام وأشكال البيانو القائم ما بين الصغيرة والمتوسطة والكبيرة، ومع تعدد الأشكال والأحجام، إلا أن البيانو القائم لا يستخدم في الحفلات الموسيقية الكبيرة، ويعود السبب في ذلك إلى تشويش رؤية العازف للجمهور.

البيانو الكبير (Grand Piano)

يحمل هذا النوع من البيانو مزايا متعددة، حيث أن العازف يستطيع أن يطبق بعض التقنيات الموسيقية التي تعد مستحيلة مقارنة بالبيانو القائم، ويعتقد أن هذا النوع من البيانو يصدر أفضل إيقاع بين أنواع البيانو المتعددة، كما وتتعدد أحجام البيانو الكبير، حيث يبلغ طول البيانو الكبير ما بين أربعة ونصف إلى تسعة قدم، وبسبب حجمه الكبير، لا يستخدم هذا النوع إلا في الحفلات الموسيقية، ونادراً ما يتم اقتناؤه في المنازل.

البيانو الإلكتروني (Electric Piano)

يعمل البيانو الإلكتروني على إصدار إيقاع مشابه للبيانو العادي، إلا أن الموسيقيين المحترفين لا يعتمدون عليه في الحفلات الموسيقية، ويستخدم هذا النوع من البيانو لأغراض التدريب، وللهواة الذين يرغبون بتعلم أساسيات العزف.

تصنيف أنواع البيانو

البيانو القائم (Upright Piano)

يتفرع من البيانو القائم عدة أنواع وهي مقسمة كالتالي:^[٥][٦]

• بيانو سبانيت (Spinet): يعد هذا النوع هو الأصغر حجماً، وهو مناسب جداً للمنازل، وللهواة الذين يمارسون العزف بشكل يومي.
• بيانو لوحة المفاتيح (Console Piano): يعد هذا النوع هو الأشهر والأكثر اقتناءً بين العازفين، فهو سهل الاستخدام ويصلح للهواة والعازفين المحترفين.
• بيانو الاستوديو (Studio Piano): يستخدم هذا النوع من البيانو من قبل المحترفين، ويتميز بحجمه الكبير، كما يحتوي على خيارات متعددة لإنشاء المقطوعات الموسيقية.

البيانو الكبير (Grand Piano)

ينحدر من البيانو الكبير مجموعة من الأنواع، وفيما يلي أبرزها:^[٥][٦]

• البيانو المصغّر (Baby Grand): صنع هذا البيانو خصيصاً للأشخاص الذين لا يستطيعون تحمل تكلفة البيانو الكبير، حيث أنه أقل سعراً ولا يحتاج مساحة كبيرة في المنزل.
• البيانو بالحجم المتوسط (Medium Grand): يقتني العازفون المحترفون هذا النوع من البيانو، والذين يرغبون بالتدريب على العزف في المنزل، حيث أنه أصغر حجما من البيانو الكبير ويصدر الإيقاعات ذاتها التي يصدرها البيانو الكبير.
• بيانو صالات الاستقبال والردهات (Parlor Piano): يتناسب هذا النوع من البيانو مع صالات الاستقبال الكبيرة، حيث يبلغ طوله ما يقارب الثماني أقدام، كما يتوافر منه نموذج إلكتروني مخصص للحفلات.
• بيانو الحفلات (Concert Piano): يعدد هذا البيانو هو الأكبر ضمن المجموعة، حيث يبلغ طوله عشر أقدام، ويستخدم هذا البيانو في الحفلات الكبيرة والمناسبات الضخمة والمنافسات الموسيقية.

الأجزاء الرئيسية المكونة للبيانو

يتكون البيانو من الأجزاء التالية:^[٧]

• لوحة المفاتيح (The Keyboard): هي الجزء الواضح الكبير المرئي من البيانو، والذي يتكون من ثمانية وثمانين مفتاحاً، منها البيضاء وعددها اثنان وخمسون، أما السوداء فعددها ستة وثلاثون، وكل مفتاح يصدر إيقاعا مختلفا عند الضغط عليه.
• الجزء الخشبي والغطاء (Case and Lid): هو الجزء الأساسي أو القاعدة الخارجية التي تحمل بداخلها جميع الأجزاء الأخرى، ويأتي هذا الجزء بأشكال وأحجام مختلفة تبعاً لنوع البيانو.
• المطارق والأوتار (Hammers and Strings): توجد هذه القطع الصغيرة داخل البيانو، وأسفل الغطاء الخشبي، وهي القطع التي تولد النوتات والإيقاعات الموسيقية، فلكل منها صوت أو نوتة مختلفة عن الأخرى.
• المثبط ( Damper): هو الجزء المعني بإيقاف الاهتزازات الناتجة بعد الضغط على المفاتيح، والهدف منه منع اختلاط النوتات وفقدان انسجام اللحن.
• الدواسات (Pedals): توجد هذه القطع أسفل البيانو، وقد يكون عددها اثنتين أو ثلاث دواسات، بناءً على نوع البيانو، والهدف من هذه الدواسات هو إنشاء نوتة معينة، أو إبقاء نوتة معينة ضمن اللحن، أو إيقاف الاهتزاز الناتج عن الضغط على المفاتيح.
• الأجزاء التقنية (Technical Components): تعمل هذه الأجزاء على وظائف مختلفة، ويبلغ عددها ما يقارب من اثني عشر ألف قطعة.

طريقة العزف على البيانو

مع تعدد أشكال وأحجام البيانو في العالم، إلا أن الطريقة التي يتم بها العزف على هذه الآلة واحدة، وتكمن هذه الطريقة بقراءة النوتة ثم تطبيقها على المفاتيح المخصصة في البيانو حسب السلم الموسيقي، ويقسم العازفون المفاتيح البيضاء والسوداء، حيث يعطي كل منها صوتاً ووزناً مختلفاً، وعند الضغط عليها بطريقة منفصلة وسريعة يتشكل مقطع لحني معين، ثم يتم دمج المقاطع مع بعضها لإنشاء إيقاع متزن، وقد يستخدم بعض العازفين يداً واحدة للعزف، بينما يستخدم آخرون كلتا اليدين، ويعود هذا لدرجة احتراف العازف.^[٨]

أشهر عازفي البيانو في العالم

فيما يلي أسماء أشهر عازفي البيانو حول العالم:^[٩]

• ولفغانغ أماديوس موزارت (Wolfgang Amadeus Mozart).
• لودويغ فان بيتهوفن (Ludwig van Beethoven).
• فرانز شوبارت (Franz Schubert).
• فريدريك شوبان (Frédéric Chopin).

فوائد تعلم العزف على آلة البيانو

بناء على دراسات علمية موثقة، فإن هناك العديد من الفوائد التي يكتسبها الأشخاص من خلال التعلم على عزف البيانو، وفيما يلي نذكر منها:^[١٠]

• تعزيز الإبداع
• تحسين مهارات القراءة الاستيعابية
• التدرب على تنظيم الوقت وإدارته
• تقوية عضلات اليدين والعينين
• تعزيز الثقة بالنفس واحترام الذات