ما هو الكاسور؟
الكاسور أو الكاسورة أو الخشّابي (بالفارسيّة: دُمبك، تُمبك، تُنبك، دُنبك) آلةٌ موسيقيَّةٌ إيقاعيَّة تنتمي إلى عائلةِ آلاتِ النّقر،[١] اشتُهِرت في الفنّ البصراويّ؛ بفضل صوتِها التقليديّ المتفرّد، وعُدَّت أداةً إيقاع أساسيّة في فنّ الخشّابة العراقيّ،[٢] وهو فنّ تراثيّ يتكوّن من ألحانٍ وإيقاعاتٍ مستوحاة من التّقاليد البصريّة، سُمّي بذلك نسبةً إلى العاملين في صناعة السّفن والزوارق الخشبيّة في جنوب البصرة.[٣]
أصل الكاسور
الكاسور آلةٌ عراقيَّة الأصل عُرفت في الجزء الجنوبيّ من العراق خاصّة -في محافظة البصرة- ويُعتقَد أنّها ظهرت في أوائل القرن العشرين،[٤] وفي قولٍ آخر أنّها استُعمِلت في العصر القديم للعراق بين العامَيْن 1530 - 1950ق.م، واستدلّوا على ذلك من وجود منحوتة طينيّة في المتحف العراقيّ تُصوّر التقنية نفسها المستعملة في عزف الكاسور حاليًّا، وهي عبارة عن شخص يعزف الطّبلة واقفًا، وهو يضعها تحت إبطه اليسرى وينقر عليها بيده اليمنى.
كيف يبدو شكل الكاسور وممّ يُصنع؟
يُشبه الكاسور شكلَ الطّبلة، لكنّه أصغرُ حجمًا منها، وتأتي مجوّفة بالكامل وتضيقُ عندَ منطقة الوسط، يُصنع هيكله من قطعة خشبيّة واحدة، يُغطّى الجانب السفليّ الأصغر منها الموجود في الجهة السّفلى المفتوحة بجلود الحيوانات وتُشدّ بها، ويبلغُ طولُ الآلة نحوَ 35سم، وقطر الجهة الأماميّة ذات الجلد 8سم، وقطر الجهة الخلفيّة المفتوحة 13.5سم.[٥]
يَعزف اللاعب هذه الآلة بتقنية الضّرب بالأصابع واليدين، حيث يُثبِّتها على كتفه اليُسرى مرتديًا حزامًا جلديًّا في اليد اليسرى، ويبدأ بالعزف على جلد الآلة بالقرع والنّقر من خلالِ الضّغط بأصابع كلتا يديْه عليها.[٥]
مَن عزف الكاسور؟
استُعملت آلة الكاسور بكثرة في الفرق الغجريّة المتنقّلة، واشتُهرت عندما اعتمدَتها فِرق الخشّابة في حفلاتِها ومعزوفاتِها، حتّى أصبحت حجرَ الأساسَ فيها، ومن أشهرِ عازفيها الفنّان سعد اليابس، الذي صنعَها يدويًّا بعدَ أن غابَ نشاطُ صنعِها من قبل الحرفيين القدامى، وشدَّدَ على أصولِها وتقاليدها التراثيّة؛ حيثُ لا تُعزَف إيقاعات الطّبلة كلّها عليها، إنّما يُعزف عليها في المقام والبستات على سبيلِ الحصر.[٤]
يصف اليابس الكاسور في قولِه: "يعدّ الكاسور العمود الأساسيّ في شدة الخشابة أو كما تعرف حاليًّا بفرقة الخشابة، حيث أكثر الفرق قديمًا كانت تسمّى الكاسور، مثل شدة ملا عدنان وشدة ربيع وشدة طلب السعيد؛ وذلك لأهمية الكاسور في هذه الفرق".[٤]
ويُضيف اليابس قائلًا: "في الوقتِ السّابق كانت فرق الخشابة دونَ آلات موسيقيّة، إذ كانت تضم الدنابك والطّبل، لهذا كان الاعتماد يقوم بشكل كبير على التكسير بآلة الكاسورة، والذي يتطلّب وجود راقص يجيد تأدية الحركات مع الإيقاعات".[٤]
أنواع الكاسور
هناكَ نوعان رئيسان لآلةِ الكاسور، يتمثّلان في الآتي:[٦]
- الكاسور الخشبيّ: وهو الكاسور التقليديّ المصنوع من الخشب أو الفخّار، له حجمٌ كبير وتجويفٌ واسع ويُشبه في شكله "القمع".
- الكاسور المعدنيّ: وهو نوعٌ مُطَوَّر عن الكاسور التقليديّ، تنحصر مهمّته في ضبط الإيقاع، ويفتقر إلى رنين صوت القرع والنّقر الذي ينفرد فيه النّوع التقليديّ.
المراجع
- ↑ "الآلات الموسيقية"، مدونة سارة المعماري، اطّلع عليه بتاريخ 27/2/2023. بتصرّف.
- ↑ ""الخشّابة".. فن عراقي موسيقي لا يعترف بـ"النوتة""، العربية، اطّلع عليه بتاريخ 27/2/2023. بتصرّف.
- ↑ "فن الخشابة - فنٌ بصريٌ شعبي أصيل - الأستاذ مجيد العلي"، الوتر السابع، اطّلع عليه بتاريخ 27/2/2023. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث "الكاسورة.. آلة عزف وإيقاع شعبي اشتهرت من البصرة"، الجزيرة، اطّلع عليه بتاريخ 27/2/2023. بتصرّف.
- ^ أ ب "الآلات الإيقاعية"، الميكانيكا التطبيقية، اطّلع عليه بتاريخ 27/2/2023. بتصرّف.
- ↑ "آلات موسيقية"، الفن العراقي، اطّلع عليه بتاريخ 27/2/2023. بتصرّف.