ما هي آلة الرق؟

الرقّ آلةٌ شرقيَّةٌ تقليديّة تنتمي إلى عائلة آلاتِ الدفّ، تعدّ إحدى أهمّ الآلات الإيقاعيّة العربيّة المستخدَمة في الموسيقى الكلاسيكيّة والشعبيّة[١] والتّخت والأوركسترا السيمفونيّة وحركات الرّقص التوقيعيّ،[٢] وتُعرَف على نطاقٍ واسعٍ باسم "الهزاز"،[١] ويُشبه الرّق في شكل آلة الدفّ، إلّا أنّ للرقّ إطارًا أضيق، كما أنّهما مختلفان في تقنيات العزف من هَزِّ وشخشخة باليد أو بالضّرب باستخدام الأصابع ضمنَ إيقاعاتٍ موسيقيّة منتظَمة.[٣]


تسمية الرق

الرقّ لفظٌ مُحَدَّث للآلة يستخدمُه العامّة من أهلِ الصّناعة؛ بسبب أنّ هيكلَها مغطّى بجلد رقيق ذي جودة عالية، غالبًا ما يكون مأخوذًا من جلد بعض الأسماكِ الكبيرة، وتختلف تسميات الآلة وفقًا لاختلاف أحجامها ووظائفها الفنيّة والاجتماعيّة.[٢]


ويُشير البعض إلى الآلة باسم "البندير" وهي لفظة محرّفة عن كلمة البندار الفارسيّة، إلّا أنّ البندير مختلف عن الدفّ من حيث كونه أعمق طبقة وأجود نقرًا، وكثيرًا ما يخلط النّاس بين آلة الرّق والدفّ والبندير ويعدوّنها آلةً واحدة ذات تسميات مختلفة، لكنّ كلًّا منها آلةٌ منفردةٌ بخصائصَ مختلفة.[٢]


تاريخ الرق

يعودُ صنعُ آلة الرّقّ إلى العصور الإسلاميّة، ويُرجَّح أوّل ظهور للآلة في القرنِ الخامس عشر في العراق، فقد قيل إنّها استُخدِمت في حلقات الذّكر التي كان يجتمع فيها الدّراويش والمتصوّفون والشّيوخ،[٤] ثمّ سافرت الآلة من الشّرق إلى أوروبّا، عن طريق الأندلس، وعُرف هناك باسم "التّامبورين" أو دفّ الباسك،[٢] ويُؤكّد ذلك ظهورها في اللوحات الفنيّة الأوروبيّة التي صوّرت شكل الآلة وكيفيّة استخدامها، حيث استُخدِمت في الأوركسترا، تحديدًا في المقطوعات الموسيقيّة ذات الطّابع الشعبيّ والإسبانيّ والغجريّ والعربيّ.[٤]


انتقلت الآلة بعدَ ذلك إلى الأمريكيّتين، واستخدمها سكّان أمريكا الجنوبيّة والهنود الحُمر وشعب الأسكيمو، وفي الوقتِ الحاضر تَشيع في مناطق الشّرق الأوسط ودول الاتحاد السوفييتي وآسيا الوسطى وإسبانيا وإيرلندا والبلقان.[٢]

كيف يبدو شكل الرق وممّ يُصنع؟

الرقّ عبارة عن دفّ مستدير مصنوع من جلود الحيوانات، يأتي على شكل إطار خشبيّ دائريّ خفيف ذي تجاويف، يُلفّ عليه جلد رقيق يُسمّى "الرقّ"، وتُوضع على جوانبِه خمس أو ستّ مجموعات من الصّنوج الصّغيرة المصنوعة من النّحاس الأصفر تتحكّم بصوتِ الإيقاع والنّقرات وتمنح أصواتًا مرحة عند تحريكها وهزّها.[٤]


يُصنع إطار الرّقوق المعاصِرة من الخشب أو الألمنيوم، ويبلغ معدّل قطر الإطار فيها 23سم، كما تُستخدَم الجلود الصناعيّة البلاستيكيّة القابلة للشدّ بدلًا من جلد السّمك المستخدم في الرقّ التقليديّ.[٥]


آلات شبيهة بآلة الرق

ثمّة آلات مشابهة في شكلها للرقّ، منها: بوبين المعروفة في اليونان، وبانديروا في البرتغال والبرازيل، ورابانا في سيرلانكا، وداييريه وريبانا في مناطق جنوب شرق آسيا، وكانجيرا في جنوب الهند، والطّار في مناطق الشّرق الأوسط والشّمال الأفريقيّ.[٤]


الأهمية الفنية للرق

يعدّ الرقّ الآلة الإيقاعيّة الوحيدة المستخدَمة ضمنَ أعضاء التخت الشرقيّ التقليديّ، ويكون لاعب الرقّ المعروف باسم "الرقّاق" بمثابة ضابط الإيقاع للمقطوعة المراد عزفها، إلى جانب قدرته على إنتاج إيقاعات معقّدة عن طريق تقنيات الرقّ الدّقيقة المعتمدة على حركة الأصابع، التي يطبّقها اللاعب بالاستفادة من طبيعةِ جلدِها وإطارها وصنّاجاتها. [٥]


المراجع

  1. ^ أ ب "تقرير ومعلومات عن آلة الدف - في العزف"، مدونة سلطنة عمان التعليمية، اطّلع عليه بتاريخ 28/2/2023. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث ج "الدفوف عصب الإيقاعات الشعبية"، الثقافة الشعبية، اطّلع عليه بتاريخ 28/2/2023. بتصرّف.
  3. "أنواع الآلات الموسيقية بالصور | الوترية والايقاعية والهوائية أو النفخية"، اسكتشات، اطّلع عليه بتاريخ 28/2/2023. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت ث "حكاية آلة.. إطار خشبى وقطعة جلد رقيق كونا آلة موسيقية عريقة«الدف والرق»"، العين، اطّلع عليه بتاريخ 28/2/2023. بتصرّف.
  5. ^ أ ب "الرقّ"، عالم المقامات، اطّلع عليه بتاريخ 28/2/2023. بتصرّف.