ما هي آلة الطعريجة؟
الطَّعريجة أو التَّعريجة (وجمعُها طَعَارِج أو تَعَارِج) هي آلة موسيقيّة إيقاعيّة تنتمي إلى عائلة آلات الطّبل، [١] تشيعُ في مناطق مختلفة من المغرب؛ إذ تعدّ أشهر الآلات الموسيقيّة التقليديّة لدى المغاربة منذ زمنٍ بعيد، الذين يُقبلون على شرائها في مناسبات الفرح والأعياد ضمن طقوسٍ اجتماعيّة توارثوها جيلًا عن جيل، فهي آلةٌ ترمزُ إلى السّعادة والبهجة والاستبشار لدى الصّغار والكِبار.[٢]
أين تُعزَف الطعريجة؟
تُعزَف الطّعريجة في الفنّ الشعبيّ المغربيّ عامّة؛ كونَها بسيطة التقنيات ومنخفضة التّكلفة ومتوفّرة في أغلب الأسواق المغربيّة وفي المدن كافّة، وهي الآلة الأساسيّة المرافقة لموسيقى "العيطة"، ذلك الفنّ التراثيّ الشعبيّ الأصيل،[٢] إلى جانبِ عزفِها في الدقّة المراكشيّة والطّرب الأندلسيّ وحضورها البارز في الحفلات الشعبيّة والمناسبات الاجتماعيّة المختلفة.[٣]
كيف يبدو شكل الطعريجة وممّ تُصنع؟
تُشبه الطّعريجة في شكلها آلة الدّربوكة أو الدربكّة، إلّا أنّها تختلف عنها في كونِها أصغر حجمًا، كما تختلف الآلتان في شكل الزّخرفة ونوع الجلد المستخدَم فيهما،[٣] وتُصنع الطّعريجة التقليديّة غالبًا من الطّين والفخار وجلد الماعز أو الخروف، وتُنقَش عليها زخارفُ متعدّدة وتُطلى بألوانٍ تختلف باختلاف المنطقة التي صُنِعت فيها،[٢] ويبدأ تصنيعُها بعدَ عيد الأضحى مباشرة؛ ليستفيد الحرفيّون من جلد الأضاحي بتقنياتِهم الخاصّة، للحصول على الرّنين المنشود.[٤]
أحجام الطعريجة
تُصنَع الطّعريجة بأحجامٍ مختلفة وفقًا لاختلاف المنطقة التي صُنعت فيها، وبحسب رغبات الزّبائن وقدرتهم الشرائيّة، وكذلك حسب النغمات الموسيقيّة المراد إنتاجها منها، حيث يبلغ طولُ أكبرها حوالَيْ 25سم، بينما يبلغ طول أصغرها 10سم وتكون حينئذٍ خفيفة يُمكن حملها باليد والتنقّل فيها بأريحيّة، وعادةً ما تكون من نصيبِ الصّغار، كما يختلف وزن الآلة بحسب إصدارها، فالطّعريجة المراكشيّة مثلًا أقلّ وزنًا من تلك المصنوعة في منطقة آسفي وهكذا.[٤]
أشكال الطعريجة
تأتي الطّعريجة بأشكالٍ متنوّعة، وقد يختلف شكلُها بين أعضاء الفرقة الموسيقيّة الواحدة، ففي المجموعة الموسيقيّة المغربيّة التي يُطلق عليها اسم "الرّباعة" تختلف فيها طعاريج الشّيوخ عن طعاريج الشّيخات، حيث يبدو طعريج الشّيوخ أكبر حجمًا منه عندَ الشيخات، كونهم هم المكلّفون بالإيقاع، ومن أشكال الطّعريجة: الطامطام الغيواني، والدّعدوع الذي يُعزَف في الدقّة الدمناتيّة والموسيقى الصوفيّة.[٥]
الأهمية الفنية والثقافية لآلة الطعريجة
تتمثّل أهميّة الطعريجة في الجانبين الثقافيّ والفنيّ في النقاط الآتية:[٤]
- علاقتها بيوم عاشوراء: في طقوسِ الفرح المغربيّة، حيثُ يَشيع أن تُباع في الأسواق خلال النّصف الأول من شهر محرّم في الأسواق والبقالات والعربات المتنقلة بين الزّقاق لتُقدّم كهديّة للأطفال في يوم عاشوراء، حيث تخرج الفتيات من منازلهنّ يقتنين الآلة ويغنّين عليها أعذب الألحان الشعبيّة الشهيرة.
- ارتباطها بأنماط فنيّة مهمّة: ترتبط الطّعريجة بفنّ الملحون والعيطة والطرب الأندلسيّ، وتختلف تقنيات العزف المستخدمة فيها، بحسب اختلاف النّمط الموسيقيّ، وتعدّ آلةً مساندة لضبط الميزان.
- دخولها في الديكور المنزلي: بشكلٍ تقليديّ، كانت هذه الآلة تُستخدم كزينة في الدّيكور الخاصّ للبيوت المغربيّة، حيث كانت توضع في صالة الجلوس؛ لتستخدمها العائلة في المناسبات السّعيدة وكنوعٍ من التّرفيه.
المراجع
- ↑ جمال آدم، الكازواي، صفحة 132. بتصرّف.
- ^ أ ب ت "«الطعريجة المغربية».. صوت الفرح"، الاتحاد، اطّلع عليه بتاريخ 28/2/2023. بتصرّف.
- ^ أ ب "آلات الطرب المغربي الأصيل"، بيت دز، اطّلع عليه بتاريخ 28/2/2023. بتصرّف.
- ^ أ ب ت "آلة موسيقية قديمة تُقدَّم هديةً للأطفال في عاشوراء.. تعرّف على “الطعريجة المغربية”"، عربي بوست. بتصرّف.
- ↑ "العيطة، الطعريجة، الميادين.. ثلاث أيقونات للغناء في المغرب"، أنفاس، اطّلع عليه بتاريخ 28/2/2023. بتصرّف.