آلة الجيتار: تاريخها، ومكوناتها، وأكثر

يعد الجيتار أو القِيثَارَة (Guitar) من الآلات الموسيقية المنتشرة بشكل واسع في جميع أنحاء العالم، وقد مر الجيتار بتغييرات عديدة عبر السنوات، حتى وصل إلى شكله المعروف حاليًا، وفي هذا المقال سنتعرف على تاريخه، ومكوناته.^[١]

تاريخ الجيتار

بدأ تاريخ الجيتار منذ آلاف السنين، وبالرغم من أن الجيتار ذا التصميم الحديث يعود إلى ما قبل قرنين فقط، إلا أن الناس في الحقيقة بدأوا العزف على أنواع مختلفة من الآلات الوترية منذ وقت طويل جدًا، والتي تشبه إلى حد كبير الجيتار، وفيما يلي سنوضح المراحل التاريخية التي مر بها الجيتار:^[٢]

العصور القديمة

كان اليونانيون يعزفون على آلة تشبه الجيتار تسمى السمسمية (lyre)، كما تركت مصر القديمة وبلاد ما بين النهرين وبلاد فارس وغيرها من الحضارات القديمة أدلة مادية على استعمالهم للآلات الوترية التي تبدو مشابهة تمامًا للجيتار الحديث؛ كاللوحات المرسومة لها، أو إيجاد بعضًا منها؛ كالآلة الوترية الموجودة في المتحف الأثري في القاهرة، والذي يعود إلى قبل 3500 عام.

عصر النهضة

يقول المؤرخون أن الموريين (سكان شمال إفريقيا) قاموا بإحضار العود إلى إسبانيا، وبمجرد أن اتصل الأوروبيون به، بدأوا بالتعديلات عليه، لذا لا يمكن إنكار أن للعود تأثير كبير على بداية ظهور الجيتار وتطوره.

بدأ ظهور العديد من الآلات الموسيقية الوترية في عصر النهضة، وقد كانت تتميز باحتوائها على 4 مسارات، و 8 أوتار، كما أنها كانت تتضمن ضبط E, B, G, D، وهذا ما يتطابق مع الأوتار الأربعة الأولى للجيتار الحديث المكون من ستة أوتار.

بحلول القرن السابع عشر، أصبحت مثل هذه التصميمات شائعة في جميع أنحاء أوروبا بأكملها، لذلك يمكن العثور على بعض الآلات الموسيقية المصنعة من شركة صناعة الآلات الموسيقية الإيطالية الشهيرة أنطونيو ستراديفاريوس.

الجيتار الحديث

بعد فترة وجيزة، أصبحت مسارات الجيتار تتضمن ستة أوتار، ومع ذلك، كان تصميمها لا يزال ضيقًا وصغيرًا، أما في القرن التاسع عشر، كان مصنعو الجيتار لا يزالون يجربون أحجامًا مختلفة له، كما تم تقديم أحد التصميمات الأولى التي تشبه شكل الجيتار اليوم في عام 1832، بواسطة جورج لويس بانورمو.

أما الجيتار الحديث والشائع في الوقت الحاضر، فقد تم ابتكاره من قبل صانع الجيتار الشهير أنطوني توريس خورادو في خمسينيات القرن التاسع عشر، ومنذ ذلك الوقت لم تتغير أبعاه ولا شكله.

مكونات الجيتار

قبل البدء بتعلم العزف على الجيتار، من المهم جدًا تمييز اسم كل جزء منه، وتتمثل أجزاؤه بما يلي:

• رأس الجيتار (Headstock)، والذي يقع أعلى الجيتار، ويحتوي على:^[٣]
• مشط الجيتار أو الأنف (Nut): وهي قطعة بيضاء أفقية تفصل بين بيت المفاتيح والذراع، كما يضم المفاتيح القادمة من الجسر.
• مفاتيح الجيتار (Machine heads): والتي تتكون من أوتاد ودعامات، وغالبًا ما تتكون من 6 مفاتيح موزعة بشكل مختلف من جيتار لآخر، وتبرز أهميتها في شد وإرخاء الأوتار.
• ذراع الجيتار: وهو الجزء العمودي من الجيتار، والمقسم بفواصل معدنية تسمى الدساتين.
• الدساتين (Frets): وهي فواصل حديدية تفصل بين خانات الجيتار، كما أنها تحدد مكان الضغط على الوتر لتغيير صوته.
• القمرية أو فتحة الصوت (Sound hole): وهي عبارة عن فتحة دائرية مجوفة في وسط الجيتار تقريبًا، كما أنها متصلة بالذراع.
• الفرس (Saddle): وهي قطعة خشبية موجودة في المنطقة السفلية من جسم الجيتار، كما أنها متصلة بالأوتار.
• الأوتار (Strings): وهي 6 أوتار تبدأ من الجسر، الموجود في المنطقة السفلية من جسم الجيتار، لتتصل بالمفاتيح في نهاية الذراع، وهي: E, A, D, G, B, E.

أنواع الجيتار

يوجد نوعان رئيسيان من الجيتار، وهما:^[٤]

• الجيتار الإسباني: يتميز هذا النوع بصوته الضخم والعالي، وهو في كثير من الأحيان لا يحتاج إلى مكبرات صوت أثناء العزف الفردي.
• الجيتار الإلكتروني: يختلف الجيتار الإلكتروني عن الإسباني، فهو لا يحتوي على صندوق صوت، ولا يعمل إلا بوجود مكبرات صوت.