تعد الرُّبابَة أو الرُّباب (Rebab) من الآلات الوترية القديمة، وهي تتكون بشكل مُبسَّط من صندوق عزف وأوتار، ويتم العزف على الربابة بمسك الربابة باليد اليسرى، وحمل القوس باليمنى، ثم تمرير القوس على وتر الربابة، مع تحريك الأصابع على الوتر لإصدار الألحان، ما عدا الإبهام، فإنه يقبض خشبة الربابة، ويعد العزف على الربابة سهلاً وجميلاً، إلا أنه يحتاج إلى التدريب المستمر، والرغبة الحقيقة في تعلم العزف عليها، ومن الجدير بالذكر أن الربابة مرتبطة بشكل عميق بالحضارات العربية، وتحديدًا الثقافة البدوية، كما أنها شائعة عند الأتراك والفرس.[١]
أنواع الربابة
مرّت الربابة عبر التاريخ بتغيرات في شكلها وعدد أوتارها، فقد كانت في السابق تُصنَع على شكل هيكل نحيل ومستدير من جلد الماعز، وبوتر واحد فقط مصنوع من شعر الحصان أو ألياف النخيل، وتسمى هذه الربابة؛ الربابة وحيدة الوتر أو الربابة ذات الوتر الواحد، والتي كانت تُصدر أربع نغمات فقط، ثم تطوّرت الربابة ذات الوتر الواحد بعد ذلك لتتضمن صندوقاً صوتيًا مستطيل الشكل إلى حد ما، مع زوايا بارزة وأضلع مقوَّسة للداخل، ولكنها بقيت بوتر واحد.[٢]
تطوّرت صناعة الربابة، فظهرت الربابة ذات وترين؛ كل وتر منهما يُصدر 4 نغمات، الوتر الأول يسمى "القوال"، والثاني يسمى "الرداد"، أي أن الربابة تعزف 8 نغمات مختلفة، ويُقال إن الربابة هو الآلة الأولية لآلة الكمان الموسيقية، حيث قام الغرب بتطويرها واستنباط آلات موسيقية من الربابة، كالتشيللو، والفيولا.[٢]
أجزاء الربابة
تتكون الربابة من صندوق الصوت، والذي يُصنع غالبًا من خشب الزان، حيث يقوم صانع الربابة بقص الإطار الخشبي حسب الحجم المطلوب، ثم تغطية جميع جوانب الصندوق بقطعة من جلد الغزال أو الماعز تسمى الطاره، إذ إنها تُنظف وتُملًّس ثم يتم تثبيتها بواسطة مسامير أو دبابيس من جميع أطراف الخشبة، كما يرتبط مع صندوق الربابة عصا خشبية تسمى رقبة الربابة أو عصا الربابة، ثم يبدأ الصانع بتجهيز السبيب أو الشبيب، وهو شعر يؤخذ من ذيل الفرس ليستعمل كوتر للربابة، وذلك لجودته العالية، كما يتم تركيب مشد في الطرف البعيد من عصا الربابة يسمى الكرّاب أو المفتاح، وهو المسؤول عن ضبط شدة الوتر، ويتم تثبيته بأعلى الرقبة، وأخيرًا وبشكل منفصل، يقوم صانع الربابة بصنع قوس الربابة أو السوّاق، والذي غالبًا ما يصنع من عود خشبي مرن، مثل؛ عود الخيزران أو عسب النخيل أو عود الرمان، كما من الجدير بالذكر أن الربابة تُصنع بأشكال عديدة تختلف باختلاف الثقافة، كما أن صانعي الربابة يُدخلون العديد من النقوشات لتظهر الربابة وكأنها تحفة فنية.[٣]
مقامات العزف على الربابة
يُقال إن تاريخ الرُّبابَة بدأ منذ العصر الجاهلي، حيث كانت تستخدم لعزف الشعر المتنوع، من الهجاء والرثاء والمديح والحب، بالإضافة غلى الفروسية والكرم والاعتزاز بالقبائل، وغيرها من المعاني، ومن المقامات التي يتم عزف الربابة عليها:[١]
- المقام الحزين، والذي يُعبر عن الألم والبكاء والحسرة.
- الأغاني الشعبية.
- المقام الشعبي.
- مقام الحماسة وشحذ الهمة.
المراجع
- ^ أ ب "آلة موسیقیة شعبیة نسیها الزمن الربابة ذات الوتر الحزین من الأدوات الموسیقیة الشعبیة"، جامعة النجاح الوطنية ، اطّلع عليه بتاريخ 24/11/2022. بتصرّف.
- ^ أ ب "اآلالت الموسيقية في العصر الجاهلي"، موقع جامعة دمياط ، اطّلع عليه بتاريخ 24/11/2022. بتصرّف.
- ↑ "صنع آلة الربابة"، وزارة الثقافة، المملكة الأردنية الهاشمية، اطّلع عليه بتاريخ 24/11/2022. بتصرّف.