من هو الموسيقي باخ؟

يوهان سباستيان باخ (Johann Sebastian Bach)، هو مؤلف وعازف أرغن وملحن، وهو ألماني الأصل من زمن الباروك، وقد حظي باخ بالكثير من الاهتمام والشهرة على مستوى العالم بأكمله؛ لإنجازاته، وأساليبه المبتكرة في عالم الموسيقى، فقد تميزت مؤلفاته الموسيقية بقدرتها الهائلة على إثارة المشاعر، وتجييش العواطف، وطغيان الطابع الديني عليها.^[١][٢]

معلومات عامة عن الموسيقي باخ

فيما يلي بعض المعلومات الأساسية عن باخ:^[٢]

• تاريخ ولادته: ولد باخ في 21 مارس 1685م في مدينة أيزيناخ في ألمانيا.
• تاريخ وفاته: تُوفي باخ في 28 يوليو 1750 (65 عامًا) إثر أزمة قلبية.
• طبيعة الموسيقى المنتمي إليها: الموسيقى الكلاسيكية الغربية من عصر الباروك.
• من أبرز أعماله: مجموعة التشيلو سويت (Cello Suites)، بدينيري (Badinerie)، الفوغا الصغيرة (Little Fugue)، وغيرها الكثير.

طفولة الموسيقى باخ

ولد باخ في عائلة تتوارث الموسيقى، وقد كان مغرمًا بالموسيقى منذ طفولته، ليتعلم الموسيقى من والده، الذي كان أول معلم له، إلى أن تيتم في عمر 10 سنوات، وأصبح تحت رعاية أخاه الكبير "كريستوف"، والذي كان أيضًا عازفًا ومعلمًا للموسيقى، فلقن باخ أساسيات الغناء والتلحين، ثم أتقن باخ العزف على الكمان والأرغن، وبدأ تعليمه في مدرسة في لونيبورغ، فعُرف فيها بجمال صوته، وإتقانه عزف الكمان والهاربسكورد.^[٢]

حياة الموسيقي باخ العملية

مر باخ بالعديد من المحطات والتغييرات السريعة في حياته المهنية، وهذا ما ساهم في تطوره وشهرته، ويمكن تقسيم هذه الفترات كما يلي:^[٣][٤]

بداية حياة الموسيقية

عمل باخ عازفًا في العديد من الكنائس، فمع تطور مهاراته وزيادة شهرته، شغل منصب عازف الأرغن في إحدى كنائس آرنشتات الألمانية؛ ليكون مسؤولًا عن عزف الموسيقى وتأليفها للمناسبات الدينية، بالإضافة إلى ممارسة مهنة المعلم، رغم مواجهته العديد من الصعوبات في مهنة تعليم الموسيقى.

فترة عمله مع الأمراء

سافر باخ إلى مدينة لوبيك الألمانية عام 1705م، للاستماع إلى عازف الأرغن الشهير ديتريش بوكستهود، ثم مدد فترة إقامته فيها دون إخبار أحد بموعد عودته إلى آرنشتات، وفي عام 1707م، شغل باخ منصب عازف الأرغن في كنيسة القديس بليز في مولهاوزن، ولم يبقى فيها سوى عام واحد، إلى أن ذاع صيته بين طبقة الأمراء والنبلاء، ليعين عازفًا في بلاط الدوق "ويلهلم إرنست"، في مدينة "فايمار" فأغرم الدوق بمعزوفاته، وفي تلك الفترة كتب أشهر معزوفاته، مثل؛ سيمفونية التوكاتا (Toccata)، والفوجا (Fugue in D).

في عام 1717م، قَبِل باخ منصبًا مع الأمير ليوبولد في أنهالت كوتن، ولكن الدوق "فيلهلم إرنست" لم يقبل رحيل باخ، وحتى أنه قام بسجنه لعدة أسابيع لمحاولة منعه، إلى أن أطلق سراحه، وسمح له بالذهاب.

أثناء وجود باخ في كوثين، كرس الكثير من وقته للآلات الموسيقية، حيث قام بتأليف حفلات موسيقية للأوركسترا، وكونشرتو، وسوناتا لآلات متعددة، بالإضافة إلى أنه كتب الكثير من المقطوعات لآلات منفردة.

تكريمًا لدوق براندنبورغ، أنشأ باخ سلسلة من حفلات الأوركسترا، والتي أصبحت تعرف باسم «كونشيرتو براندنبورغ» في عام 1721، وهي من أعظم الحفلات الموسيقية التي قام بها، وفي نفس الفترة، أكمل باخ كتابه الأول "The Well-Tempered Clavier".

أثناء وجوده في لايبزيغ الألمانية

بعد تقديم باخ اختبارًا لشغل منصب جديد في لايبزيغ، وقع عقدًا ليصبح عازف الأرغن الجديد والمعلم في كنيسة سانت توماس، كما أصبح يكتب الكنتاتا (صنف من التآليف الموسيقية الغربية)، أشهرها؛ "Christmas Oratorio"، وقد استمر باخ بتقديم أعماله الدينية، مثل؛ "Mass in B minor"، والتي لم يكملها خلال حياته.

آخر سنوات حياته

بحلول عام 1740، أصبح باخ يعاني من ضعف بصره، لكنه استمر في العمل، ليقدم العديد من حفلات الأوركسترا في عدة مدن أوروبية، ومن أهم عروضه؛ العرض الموسيقي الذي قدمه سنة 1774م أمام ملك روسيا "فريدريك"، وفي عام 1749، بدأ باخ بتأليف مقطوعة فن الشرود (The Art of Fugue)، لكنه لم يكملها.

حاول باخ إصلاح بصره، من خلال إجراء عملية جراحية، لكن العملية انتهت بفقدان بصره تمامًا، إلى أن أُصيب بجلطة دماغية أنهت حياته عام 1750م.

حياة الموسيقي باخ الشخصية

في 17 أكتوبر 1707م، تزوج يوهان باخ من ابنة عمه "ماريا باخ" في مدينة مانهايم في ألمانيا، وبعد وفاة ماريا، تزوج باخ من مغنية تدعى "آنا ويلكن" في فايسنفلس الألمانية، في 3 ديسمبر 1721م.^[٥]

كان لدى باخ 20 طفلاً، 7 من زوجته الأولى، و13 من زوجته الثانية، ولكن مات أكثر من نصفهم وهم أطفال، كما أصبح العديد من أبنائه، بمن فيهم فيلهلم فريدمان، وكارل فيليب إيمانويل، ويوهان كريستيان، الذي كان يُدعى "باخ الإنجليزي"، من الملحنين أيضًا، وقد كان هذا نتيجة حبه لمشاركة الموسيقى مع عائلته.^[٥]