ما هي آلة الشبابة؟
الشّبّابة أو الشُّبّيبة آلةٌ موسيقيَّةٌ نفخيَّة شعبيَّة بدائيّة، لها صوتٌ يُشبهُ صوتَ الصَّفير، عُدَّت الأكثر انتشارًا في الأردنّ؛ إذ شاعَ استخدامُها في حضارةِ الأنباط والأرياف والبوادي الأردنيَّة،[١] وعُرفت بتسميات مختلفة في منطقة حوران، مثل: البنجيرة والقصيبة والشبيبية.[٢] قيلَ إنَّ صُنَّاعَ الآلات طوَّروا منها آلة النّاي في الشّرق وآلة الفلوت في الغرب،[١] وقد ذُكرت في المراجع العربيّة القديمة، مثل: كتاب سفينة شهاب لمؤلِّفِه محمّد شهاب الدّين، حيث أوردَ فيه:[٣]
وعندي قد حلت الأوتارُ
والدفُّ والطّنبور والمزمار
كذلك الأوغن والرّبابة
والنّاي والموصول والشّبابة
كيف يبدو شكل الشبابة وممّ تُصنع؟
الشَّبابة قصبةٌ معدنيَّةٌ مستقيمة ومجوَّفة، مفتوحةٌ من جانبَيْها، لها ثقوبٌ على ظهرِها ذات اتّساع متساوٍ، يبلغُ عددُها خمسة، وتَفصلُ بينّ كلّ واحدة وأخرى مسافةٌ محدَّدة، ويتحكَّم العازفُ في غَلقِها أو تركها مفتوحةً بِأصابعِه حتّى يُصدرَ منها النَّغماتِ المطلوبة.[٤]
في البداية، كانَ هيكلُ الآلة يُصنع مِن مادّة البوص (القيصوب)، ثمّ أصبحَ يُصنع من معادن مختلفة لخفَّتها وسهولة ثَقبها، مثل: الألمنيوم والحديد والنّحاس، أخيرًا، أصبحَ يُصنع من البلاستيك الصّلب،[٤] وهي المادّة الأقلّ تفضيلًا من بينِها، وكان العازفُ هو مَن يصنع آلتَه بنفسِه، ويختار المادَّة الأنسبَ وفقًا لخبرتِه وطولِ باعِه فيها.[٥]
الأنماط الموسيقية المعزوفة على الشبابة
تُعزَف عليها أنماطٌ موسيقيّة شعبيَّة تقليديّة مثل: العتابا والزّجل والدّلعونا في مناسبات الأفراح والتَّعاليل والجلسات الشعبيّة والدَّبكات -خاصَّة في الدبكة التسعاويّة المعروفة بِمنطقة معان في جنوب الأردنّ-[١]والأماكن المفتوحة مثل: السّهول والجبال؛ فقد وُصِفَت أنّها صديقة الرّاعي؛ تارَّةُ يعزفُ عليها في الصّحاري والهضاب ألحانًا شعبيَّة بسيطة أثناءَ رعيِه للمواشي، باثًّا فيها كلَّ شجونِه وهمومِه، وتارَّةً يهشّ بها غنمَه ليسوقَه ويحثّه على التقدُّم؛[٦] فهي ذات طابعٍ صوتيّ حنونٍ شجيّ.[٧]
تقنية العزف على الشبابة
تُعزَف الشَّبابة بطريقتين تقليديَّتين هما:[١]
- أن يُثبّت العازف الفتحة العلويّة للآلة على طرف شفتِه السُّفلى، وينفخ الهواء فيها بشكلٍ جانبيّ، وتُشبه هذه الطَّريقة تقنية العزف على آلة Flute الغربيَّة.
- أن يُثبّت العازف الفتحة العلويّة للآلة على نابِه العلويّ، ثمّ يبدأ بنفخ الهواء في تجويف الآلة، وهي الطّريقة المفضَّة لدى العازفين؛ نظرًا لتقنيتها المُريحة.
ما هي مهارات عازف الشبابة؟
ينبغي أن يتمتَّع عازف الشّبابة بمهاراتٍ أساسيَّةٍ منها:[٨]
- أن يكونَ مُتشرِّبًا للون الغنائيّ الشعبيّ الذي يُؤدِّيه.
- أن يكونَ ذا أذنٍ موسيقيّة دقيقةِ السَّمع مُرهفَةِ الوجدانِ.
- أن يكونَ مُستحكِمًا حركةَ أصابعِه، بحيث تنتقلُ بسلاسةٍ بينَ الثُّقوبِ لِسَدِّها أو فتحِها أثناءَ العزف.
- أن يُجيدَ تقدير سَعة فتحة الثّقوب، عندَ حاجتِه إلى سدِّ أو فَتحِ نصفِها أو ربعها، أو سدِّها وفَتحِها كاملة.
أشهر عازفي الشبابة
أسهمَ العازفون الروَّاد لِلشبَّابة إسهامًا كبيرًا في تقديم موسيقى هذه الآلة ونشرِها في الأوساط الريفيّة الأردنيَّة، وكان من أشهرِهم:[٩]
- مأمون العمريّ.
- الأعكب.
- سُليمان إبريق.
- غازي ميَّاس.
المراجع
- ^ أ ب ت ث "آلات النفخ الموسيقيّة الأردنية"، إرث الأردن، اطّلع عليه بتاريخ 22/1/2023. بتصرّف.
- ↑ ""الشبابة"... آلة الراعي يطورها الفلاح"، سوريا، اطّلع عليه بتاريخ 22/1/2023. بتصرّف.
- ↑ د علي الشرمان، الموسيقى والغناء في الأردن، صفحة 265. بتصرّف.
- ^ أ ب "الآلات الموسيقية الشعبية الأردنية: نايف الزعبي"، وزارة الثقافة، اطّلع عليه بتاريخ 22/1/2023. بتصرّف.
- ↑ د علي الشرمان، الموسيقى والغناء في الأردن، صفحة 256. بتصرّف.
- ↑ "الشبابه أو (الشبيبيّة) وألحان الشبيبة في حوارة إربد"، حوارة إربد، اطّلع عليه بتاريخ 22/1/2023. بتصرّف.
- ↑ د علي الشرمان، الموسيقى والغناء في الأردن، صفحة 264. بتصرّف.
- ↑ د علي الشرمان، الموسيقى والغناء في الأردن، صفحة 262. بتصرّف.
- ↑ د علي الشرمان، الموسيقى والغناء في الأردن، صفحة 267. بتصرّف.