ما هي آلة المرواس؟

المرواس آلةٌ موسيقيَّة إيقاعيّة تنتمي إلى عائلة آلات النّقر، يُعتقَد أنّّها ظهرت في الهند أوّل مرّة، وكانت تُستخدَم آنذاكَ في الاحتفالاتِ الدينيّة وتُعزَف برفقة الأغاني الشعبيّة التقليديّة؛ كونَها تتمتّع بصوتٍ موسيقيّ هادئ يخلقُ مساحةً للتّأمّل والاسترخاء،[١] ويُشار إلى أنّها تُصنع حاليًّا في اليمن، وترتبط في الفنّ الشعبيّ لمناطقَ مختلفة من الخليج العربيّ.[٢]


كيف يبدو شكل المرواس وممّ يُصنع؟

المرواس طبلةٌ صغيرةٌ تُصنَع في اليمن، لها هيكلٌ أسطوانيّ مجوّف ذي رأسَيْن، مصنوعٌ من خشبِ السّاج -وقد يُصنع المرواس من النّحاس-[٢] وهو خشبٌ صلبٌ مقاومٌ للرّطوبة يُؤتى بهِ من الهند، حيث تُنحَت الآلة من ساقِ الشّجرة وتُحفَر من الدّاخل لتشكيل جسم أسطوانيّ يبلغ قطرُه وارتفاعُه حواليْ 15سم وسُمك جداره 1سم، ثمّ يُغطّى الهيكل بالجلد ويُلفّ بحبالٍ أو خيوطٍ قطنيّة أو بجلد الماعز ويُوثَق به جيِّدًا، حتّى يُنتج صوتًا موسيقيًّا إيقاعيًّا حادًّا.[٣]


أهم الفنون التي تُستخدم فيها المرواس

يَشيعُ عزفُ المرواس في الوقتِ الحاضر في الإمارات العربيّة المتّحدة،[٤] ويعدّ أصغرَ الطّبول المستخدمة في محافظة ظفار في سلطنة عمان، ويُعزَفُ في الحفلات والأعراس والموسيقى المصاحبة، وفي أنواعِ الفنون التقليديّة الآتية: فنّ الصّوت وفنّ البرعة[٢] وفنّ العيالة -وهو أحدُ الفنون الشعبيّة الإماراتيّة-[٤] وفنّ الشّرح، واشتُهرت فِرقٌ كثيرة ممّن أدّت هذه الفنون على المرواس، أهمُّها: فرقة بن شمسه في مرباط وفرقة بن توفيق في صلالة الكائنتَين في سلطنة عمان.[٥]


وكان أكثر ما اشتُهرت به هذه الآلة هو ارتباطُها بفنّ الصّوت والفجريّ؛ إذ كانت الأداة الإيقاعيّة الرئيسة لأداء هذين الفنّين بالتّحديد إلى جانب آلة العود، برفقة التّصفيق العالي تزامنًا مع ضربات الإيقاع، ويُسمّى عازفها بـِ "المروّس" وتُجمع اللفظة على "مروسيّة".[٣]


تقنية العزف على المرواس

تقترب إيقاعاتُ طبلة المرواس مِن طبل أودوكو المعروف في ولاية كيرالا الموجودة في جنوب غرب الهند، وتُعزَف آلة المرواس عن طريق ضربِها بالأصابع واليدَيْن،[٦] حيثُ يُمسك اللاعب الآلة بيد ويعزف باليد الأخرى على أحد وجهَيْها بقوّة، ويُمكن أن يؤدّي بعض التقنيات عن طريق أصابعِه الموجودة في اليد التي تُمسك الآلة، مثل النّقر بالسّبابة؛ ذلك لإنشاء إيقاع إضافيّ يدعم الإيقاع الأساسيّ أثناءَ العزف.[٥]


وتحتاج العازف بين الحين والآخر إلى إعادة شدّ الجلد الملفوف على الهيكل؛ إذ يتسبّب الضّرب المتواصل عليها وعوامل الجوّ والرّطوبة إلى ارتخاء الجلد، الذي بدوره يُضعِف من حدّة الصّوت وعلوّه.[٣]


معزوفات على آلة المرواس

شاركت آلة المرواس في معزوفاتٍ وأغانيَ مختلفة، منها:[٧]

  • أحد المقاطع الموسيقيّة من أغنية "فات الميعاد" لأمّ كلثوم.
  • أغنية "ماذا جرى لبني البشر ماذا حلّ بالإنسان" للفنّانة الكردية برواس حسين.
  • أغنية "الله على الجمس" للفنّان طاهر الإحسائيّ.
  • موسيقى "رقصة الأطلس" في الرياض 1979م.


الأهمية الثقافية والفنية للمرواس

كان للمرواس أهميّة إيقاعيّة كبيرة في الموسيقى الخليجيّة، وأحدثَ تعالقًا فنيًّا مهمًّا بين مناطق البحرين واليمن والكويت والحجاز، ونتجَ عن ذلك بروز فنّانين وروّاد طوَّروا فنّ المرواس وأسّسوا له، مثل: الفنّان ضاحي بن وليد ومحمّد بن فارس ويوسُف البكر وعبد الله الفرج وغيرهم.[٣]

المراجع

  1. "مرواس"، فخار الطيبين، اطّلع عليه بتاريخ 27/2/2023. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت "في حضرموت، للموسيقى عودة شبابية وطموحات بعيدة الآفاق"، العربية السعيدة، اطّلع عليه بتاريخ 27/2/2023. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت ث "المِرْواس سيّد الإيقاع في فن ''الصوت''"، الثقافة الشعبية، اطّلع عليه بتاريخ 27/2/2023. بتصرّف.
  4. ^ أ ب "الاستفادة من استراتيجية في ابتكار وسائل تعليمية موسيقية من بعض مخلفات البيئة"، مجلة علوم وفنون الموسيقى، اطّلع عليه بتاريخ 27/2/2023. بتصرّف.
  5. ^ أ ب "الآلات الإيقاعية العمانية"، الموسيقى العربية، اطّلع عليه بتاريخ 27/2/2023. بتصرّف.
  6. "ثقافة ثرية تعبر عنها الموسيقى - الآلات الموسيقية في دول المنطقة الجغرافية العليا من الخليج العربي"، مكتبة قطر الرقمية، اطّلع عليه بتاريخ 27/2/2023. بتصرّف.
  7. "مقطع موسيقي مرواس"، نجومي، اطّلع عليه بتاريخ 27/2/2023. بتصرّف.