ما هي آلة النفير؟
النَّفِير أو البَوْجَل (بالإنجليزيّة: Bugle آلة موسيقيّة بسيطة تنتمي إلى عائلةِ آلاتِ النّفخ، استُخدِمت قديمًا بشكلٍ أساسيّ كأداةً للإشاراتِ والتّنبيهات العسكريّة في الجيوش وفيالق الطّبول، ولأغراضِ السّير والإعلان عن موعد بدء أنشطة معيّنة،[١] ويعودُ تاريخ استخدامها إلى عام 1750م، عندما تبنّتها كتائب هانوفران جاغر واستخدمها مسؤول المطاردة "Flügelmeister"،[٢] أمّا في الوقتِ الحاليّ فهي تُستخدم لأغراضٍ احتفاليّة ورمزيّة لدى بعض الوحدات العسكريّة.[٣]
كيف يبدو شكل النفير؟
النّفير آلةٌ نحاسيَّةٌ تُشبه شكلَ البوق الصّغير،[٤] وهي عبارة عن أنبوب يبلغ طولُه أربعة أقدام وستّ بوصات، لها تجويفٌ مخروطيّ الشكل، وهو ما يمنح الآلة طبيعة صوت هادئة وخفيفة أشبه بصوت آلة "flugel"، ولا تحتوي هذه الآلة عادةً على شرائح وصمّامات، ما يجعل مسألة التحكّم في درجة الصّوت مَطلبًا يدويًّا يقوم بهِ اللاعب أثناء العَزف، وبناءً على ذلك، يقتصر عزف النّفير على النّغمات ضمنَ السّلسلة التّوافقيّة، وغالبًا ما تُستخدَم مع الطّبقات الموسيقيّة الآتية: السّوبرانو والألتو والباريتون والكونتراباس.[٣]
استخدامات النفير
قبل ظهور آلة النّفير، استُخدمت الطّبول قديمًا أثناء المعارك لِنقل التّعليمات من الضّباط إلى الجنود، بعدَ ذلك اعتُمِدت النّفير لهذه المَهمّة كونَها ذات صوتٍ أعلى وأكثر تنوُّعًا، وقد ظهرَت حينها كنسخة مطوَّرة عن أدواتٍ مصنوعة من قرون الحيوانات كانت تُستخدم كوسائط اتّصال أثناء الصّيد، وقد استخدمها الرومان القدماء وسكّان هانوفر عامَ 1758م، ثمّ شاعَ استخدامُه في إنجلترا عامَ 1764م.[٣]
تميّزت النّغمة التي استخدمتها الجيوش للنّداء بأنّها قصيرة ومكوّنة من النّوتات التي تتضمّنها سلسلة نغمة مفردة، وتمثّلت استخدامات هذا النّداء فيما يأتي:[٣]
- تجميع القوّات في مكانٍ معيّن.
- تحذير القوّات من كونِها على وشك لفت الانتباه.
- إشارة إلى القوّات الخيّالة أن تأخذ مكانها في الصفّ.
- أمر بالرّكض نحو الأمام لتنفيذ مَهمّة أو للبدء في المقاتلة.
- إشارة إلى حلول مواعيد وجبات الطّعام.
الأهمية التاريخية لآلة النفير
كان للنّفير شعبيّة كبيرة على مرّ العصور، تحديدًا في نهاية القرنِ الثّامن عشر، حيث كانت حاضرةً دائمًا في مسيراتِ الفرق العسكريّة، وفي عام 1810م مُنِحَ صانع الآلات جوزيف هاليداي على براءة اختراع عن أداة النّفير ذات المفتاح (Royal Kent bugle)، حيث ضمَّن الآلة ستّة مفاتيح نحاسيّة، خمسة منها مغلقة وواحدة مفتوحة.[٢]
خلال عشرينيّات القرن التّاسع عشر، تمّت إضافة الصّمامات إلى الآلة؛[٢] حيث إنّ آلة النّفير القياسيّة لا تحتوي بالأصل على صمّامات، وتحصر إمكانيّة العزف عليها ضمنَ فترات زمنيّة معيّنة فقط،[١] وقد مَهَّدَ هذا التطوّر إلى ظهور أدوات موسيقيّة مماثلة إلى حدّ ما، في نطاقات موسيقيّة مثل: الباس والتينور والباريتون، لكنّها تختلف عن بعضِها بشكل تجويفها.[٢]
وعلى الرّغم من أنّ الموسيقيّين عامّة لا يُفضّلون العزف على آلةِ النّفير، إلّا أنّ لها أهميَّةً تاريخيّة كبيرة بالنّسبة لضبّاط العسكر والكوماندوز ومُشاة البحريّة، الذين تربطهم به علاقة وجدانيّة عميقة محفوفة بذكرى الاحتفالات والتّكريمات والتّذكارات.[٣]