ما هي آلة الإمزاد؟
الإمزاد آلةٌ موسيقيَّةٌ وتريّة جزائريَّةٌ، شاعَت لدى قبائل الطّوارق التي تواجَدَت في سلسلة جبال الهقار أقصى الجنوب الجزائريّ، والتي عُرِفت بتمسُّكِها بالتّقاليد الجزائريّة الأصيلة في أسلوبِ حياتِها العامّ، من لباسٍ شعبيّ وطقوسٍ موسيقيّة متجلّية التي شكَّلت جزءًا مهمًّا لا يتجزّا عن هويّتهم الوطنيّة وتاريخِ ثقافتِهم، حيث كانت موسيقى الإمزاد تُعزَف في نظام اجتماعيّ تحكمُه عاداتٌ وتقاليدٌ ضاربة في عمق الحضارة.[١]
تاريخ آلة الإمزاد
رافقت آلةُ الإمزاد قبائلَ الطّوارق على مدى قرونٍ طويلة، وقد عُرف عن منطقة الطّوارق أداؤها أشكالًا موسيقيّة غنائيّة مختلفة وغنيّة، وصفَها أهلُ الفنّ أنّها "الطّريق إلى الرّوح"،[٢] وقد صنَّفَت "اللجنة الحكوميّة الدوليّة لصون التراث الثّقافي غير الماديّ" موسيقى الإمزاد الصَّحراويّة باعتبارِها إرثًا إنسانيًّا أصيلًا،[١] كما أدرجتها منظمة اليونيسكو ضمن التراث الثقافيّ العالميّ عام 1982م.[٢]
الأسطورة المرتبطة بآلة الإمزاد
الإمزاد هي آلةٌ تعزفُ عليها نساء الطّوارق حَصرًا ولا يقربُها الرّجال الطّوارق، ويرجعُ سببُ ذلك إلى الأسطورة التي تفترض أنّ عزفَ الرّجل على هذه الآلة سيعودُ بالخراب والفساد على القبائل، وسيعمّ الهمّ والحزن في أنحاء العشائر كافّة، لذلك فقد حُرِّمَ عُرفًا أن يعزف الرّجال عليها بأيّ حالٍ من الأحوال، وغالبًا ما كانتِ الطوارقيّات يعزفن موسيقاها في الظّلام، ومن ذلك ارتبطت هذه الآلة ارتباطًا وثيقًا بالمرأة الطّارقيّة التي مثَّلت ركيزة المجتمع الطّوارقي.[١]
كيف يبدو شكل الإمزاد ومم يُصنع؟
يُشبِهُ الإمزادُ شكلَ آلة الكمان أو آلةِ الرّبابة، وهو عبارة عن قدحٍ مصنوعٍ من خشب الجوز أو الصّفصاف، مُغطّى بجلد الماعز أو الغزال المجفّف المدبوغ والمزيَّن بالحنّاء، له عودان نُثبَّتانِ في طرفَيه يتّصلان ببعضهما بوساطة لفّة من شعر الخيل، وفي وسط الجلد يُثقب ثقبان إلى ثلاثة بحيث يُوصَل الحدّان الفاصلان بينهما بعودٍ له شكلُ الهلال يُربَط طرفاه -بعدَ أن يُثَبَّتا بإحكامٍ- بشعر ذيل الحصان.[٢]
بشكلٍ عامّ، يتكوّن الإمزاد التقليديّ من دفّ وذراع خشبيّة طولُها مترٌ واحد، وصندوق رنان يبلغُ طوله 60سم وعرضُه 20سم وعمقُه 15سم، وعودٍ ذي ثلاثة أوتار، اثنان منها موجودان في نهاية المقبض، بينما يُثَبَّت الثالث في منتصَفِه.[٢]
آلية العزف على الإمزاد
يُعزَف على الإمزاد بتقنية الأصابع فقط، دونَ الحاجة إلى وسائطَ أخرى مُساعدة، حيث تُوضع جلاجل معدنيّة في نهاية مقبض الآلة وتُثَبّت عليها جيِّدًا، ثمّ يَضربُ العازفُ على الأوتار بأصابعِه، فتُصدر الجلاجل رنينًا متمثِّلًا بالصّوت الموسيقيّ الذي نسمعُه عنها.[٢]
عناصر موسيقى الإمزاد
ارتبطَ الإمزادُ بوجودِ عناصرَ ثلاثة، هي:
- المرأة: هي سيّدة الإمزاد التي تحوّلت إلى أيقونة، ومن أبرز عازفاتِه الطّوارقيّات: داسين ولت إيهمه، أوسلي تاتة، دمياه إدبير، داودي شامة، شتيمة بوزيد وغيرهنّ.[١]
- اللحن: هناك ما يقربُ من 36 لحنًا معروفًا في موسيقى الإمزاد، منها ألحانٌ أساسيّة يُطلق عليها في اللغة الأمازيغيّة اسم "آمغا"، وأخرى فرعيّة تُسمّى "إيزلان".[٣]
- القصائد المغنّاة: رافقَ عزفُ الإمزاد أداءُ أغانيَ تقليديّة وقصائد مختلفة تطرّقت لأسلوب حياة الطّارقيّ وموضوعات أخرى مثل الوطن والشّجاعة والجمال والنُّبل.[٣]
المراجع
- ^ أ ب ت ث "موسيقى الإمزاد … شمس الطوارق التي لا تغرب"، أرنتروبوس، اطّلع عليه بتاريخ 15/2/2023. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج ""الإمْزاد" و"القُمْبري".. آلات الفن الصحراوي الجزائري"، العين الإخبارية، اطّلع عليه بتاريخ 15/2/2023. بتصرّف.
- ^ أ ب "مقال عن آلة الإمزاد التارڨية"، أحلامي، اطّلع عليه بتاريخ 15/2/2023. بتصرّف.