ما هي آلة اليرغول؟

اليرغول -أو الأرغول- هي آلة عزف تنتمي إلى عائلة الآلات الموسيقيّة النَفخيّة، اشتُهِرت بشكلٍ واسع في المجتمع الفلسطينيّ؛ إذ كانت تُستخدَم في الأغاني التراثيّة الشعبيّة، وهي إحدى أقدم الآلات المستخدَمة في التّاريخ، تُسمّى "آلة الفقراء" إذ إنّ غالبَ مَن يسمعُها هم مِن طبقة الفقراء، وتتميّز ببساطتِها وسهولةِ استخدامها.[١]


ويُقال إنّ الطّبيعة هي التي ألهَمَت صُنعَها؛ إذ كانت الرِّياحُ حين تهبّ تسبّب إصدارَ أصواتٍ معيّنة من أيّة قطعة مُجوّفة، سواء كانت من المعدن أو القصب، ومن هنا اكتُشِفَت آلة اليرغول وصُنِعَت بشكلها التي عُرِفَت فيه.[١]

ما هو شكل اليرغول؟

تُشبه آلةُ اليرغول النَّايَ في شكلِه، وهي عبارة عن مزمارَين أو أنبوبتين طولِيَّتَيْن عليهما ثقوب -ذات فتحتَين مستديرَتَين- مصنوعَتين من عيدان البوص المجوّفة -والبوص نبات عشبيّ معمّر- وتكونان متوازيَتَين وملتصقَين ببعضهِما بعضًا بخيوطٍ متينة ملفوفة عليهما من الأسفل إلى الأعلى.[١]


ولليرغول عَصا صغيرة مصنوعة من البوص، تُدخل في إحدى هاتَين الأنبوبَتبن في الطرف السفليّ منها؛ إذ يُساعدُ وجودها في إكسابِ هذه الآلة نغمةً خاصّة، واستمرار إصدار اللحن دون انقطاع،[١] ويتميّز اليرغول بإنتاجِه ألحانًا موسيقيّة تنسجم وطبيعةَ الأغاني الشعبيّة، ويتطلَّب إتقانُ العزفِ عليه التدرُّب المستمرّ على مواصلة النّفخ لفترةٍ طويلة مستمرّة.[٢]


أشهر عازفي اليرغول

اشتُهِرت رموزٌ كثيرة في عزف اليرغول الفلسطينيّ في الضفّة الغربيّة والدّاخل الفلسطينيّ، ومن هذه الرّموز:[٣]


خالد طحيمر

خالد سليمان طحيمر (1879م - 1995م) هو أقدم عازفي آلة اليرغول، عاشَ نحوَ مئةِ عامٍ تقريبًا، وتعود أصولُه إلى قبيلة عرب المواسي، كان طحيمر يُحيي الأعراس في مناطق عربيّة مختلفة على الموسيقى الشعبيّة الفلسطينيّة عازفًا على آلة اليرغول.[٣]


أشرف أبو الليل

أشرف أبو الليل (1975م) أحد أهمّ عازفي اليرغول الشّباب في الدّاخل الفلسطينيّ، كان يُحيي الأعراسَ ويُشارك في المناسبات الوطنيّة، تنحدر أصولُه من الشّمال الفلسطينيّ في قرية عين ماهل الكائنة في قضاء مدينة الناصرة.[٣]


خالد مقاري

خالد مقاري، أحيى عديدًا من المناسبات الفلسطينيّة على وقع أغاني التراث الشعبيّ، وكان منضمًّا إلى فرقٍ شعبيّة فلسطينيّة مختلفة، كما شارك في العزف في كثيرٍ من شارات المسلسلات السّوريّة والفلسطينيّة، ومن أقوالِه: "جغرافيا فلسطين بوديانِها وجبالِها وأسجارِها وسهولِها وأنهارِها".[٣]


هاشم السويطي

هاشم السويطي (1971م) وهو شاعر وعازف بارع، وعاشقٌ لآلة اليرغول، تنحدر أصولُه إلى مدينة جنين شمال الضفة الغربية، أحيى السويطيّ عديدًا من الحفلات الفنيّة، وأقامَ حفلاتٍ كذلك في ديوانِه الخاصّ.[٣]


القيمة التاريخية لآلة اليرغول

ارتبطت آلة اليرغول بالأغنية التراثيّة الفلسطينيّة الشعبيّة، التي كانت تُعزَف على وقع الدّبكات والمناسبات الوطنيّة والأعراس المحليّة، لذا فهي مرتبطة بأهمّ ركائز الهويّة الوطنيّة،[٣] فقد عبّر الفلسطينيّون من خلالها عن مشاعرِهم وشجونِهم وحنينِهم وغربتِهم على أنغام الميجانا والجفرا والدّلعونا وظريف الطّول، حتّى أصبح رمزًا من رموز إرثها الخالد.[١]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج "يرغول"، عربي، اطّلع عليه بتاريخ 21/12/2022. بتصرّف.
  2. "الآلات الموسيقية الشعبية الفلسطينية"، وكالة وفا الفلسطينية، اطّلع عليه بتاريخ 21/12/2022. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح "اليرغول من رموز إرث فلسطين وهويتها"، عربي، اطّلع عليه بتاريخ 21/12/2022. بتصرّف.